الجو غائمٌ هنا.

ابقى خلف الباب ياصديقي، واوصده جيداً. فالجو غائم هنا. 

والمطر قد يهطل على حين غرة. عيناك ستصبحان حينئذ.. مغمورتان بالمطر. كل مكان حولك سيصبح مبتل.. ومنه لامفر. وخوفي كل الخوف أن يكدر صفوك البلل، أو قد يصيبك منه الضجر. أن تطول الرحلة وأنت متورط بكل هذا.. معي.


m

أنت تعلم جيداً، كما أنا أعلم.. أن الأيام لها وجوهٌ كثيرة. لا شئ يبقى على حاله. لاعلينا سوى أن نبقى نحنُ ثابتين رغم كل هذا التقلب، ليس من أجلنا فقط.. فهناك من يستند علينا. هذا ماعنيته حينما خشيتُ أن تأتي ورائي، فكل خوفي أن نغرق معاً ولا يقدر بعدها أن ينتشل أحدنا الآخر. ابقى خلف الباب، واوصده ياصديقي. أما أنا فلا عليك قد حملت المظلة في يدي دائماً. ذلك يعني.. إني أخذت بالسبب. أياً كانت ماتعنيه المظلة، مايهم إني أحتمي بها من الأقدار التي ليست على مقاس مزاجيتنا. الأقدار التي تحدث رغماً عننا. لذا وإن حدث ماحدث دائماً ما أضع نفسي في المنتتصف من الأشياء، أن لا أغالي في الغمرة في شعور ما وأن لا أستخف به، لأني عرفت إن إحداهما سيجعلني غريقاً لا محالة أو قد يجعلني أطفو من السخافة واللامبالاة!

أن لا أتجاهل الشعور، لأن بالمقاومة ستجرفني موجته الكبيرة نحو كل شئ لم يكن بالحسبان. وسترتطم كل آمالي المزيفة، بجدار الواقع المتين. حينها سيوقظني صوت التهشم لا محالة وإن أمدتني المقاومة بذاك الشعور المزيف بالراحة الذي يستحيل أن يدوم لي طول العمر.

أن أقبل بالأقدار، أواجهها بكل ما أوتيت من قوة، لا أزيحُ وجهي عنها فذلك قد يجعل من السهل عليها أن تصفعني.

بت أضع لكل ماهو آتٍ بأوجه من احتمالات كثيرة. لأن الذي لا يتوقع، تصيبه الخيبة ياعزيزي. فعندما أحسست وقتها أن المطر سيهطل. حملت معي المظلة في حين أنك نسيتها بعدما خرجت ورائي مسرعاً.. لأنك دائماً ماتظن أنه لا تعني لك صداقتك بي شيئاً إلا حين تمد يدك لإنتشالي من جو كهذا، أما أنا فلا تعني لي صداقتي بك شيئاً حين أورطك بأمر لاتستحق أن تمر به. أنا أفهم شعورك، لاكن على إحدانا أن يواجه العاصفة وحده كي لانسقط معاً من فرط ما قد تفعل بنا العاصفة. لاتخف، أخبرتك تعلمت الكثير مما قد يجعلني أواجه الأشياء وحدي. ستبقى صديقي الذي يغمرني بدعواته. وبذلك مددت لي يدك.

.

.

كل مطر وأنت صديقي.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.